القرآن الكريم: هو الكلام المعجز المنزل على النبي ، المكتوب في المصاحف من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس ، المنقول بالتواتر ، المتعبَّدُ بتلاوته ٨ . وهو المصدر الأساسي للثقافة الإسلامية، والمشتمل على أصول العلوم المختلفة، أنزله الله هدى ورحمة للعالمين، تبياناً لكل شيء، جعله الله كتاب عقيدة وهداية، وتربية وتعليم، وثقافة ٩ . مزايا القرآن الكريم ١٠ :
أن الله حفظه من التحريف في القرون السابقة، وسيبقى كذلك إلى قيام الساعة ، قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ الحجر:٩.
أن القرآن جاء مؤيِّداً ومصدِّقاً لكل الكتب السابقة ، ومهيمناً عليها، قال تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ المائدة:٤٨
احتوى القرآن الكريم على شريعة عامة للبشر ، فيها كل ما يسعدهم في الدنيا والآخرة.
جمع القرآن الكريم كل ما كان متفرقاً من العقائد ، وأصول العبادات ، ومكارم الأخلاق في الكتب السابقة.
السُّنة النبوية : وهي لغةً : الطريقةُ والسيرةُ ١١ ، واصطلاحاً : كل ما صدر عن النبي من قول ، أو فعل ، أو تقرير ، أو صفة ١٢ .والاعتماد على السنة النبوية الشريفة أمر ضروري في بناء الثقافة الإسلامية، وذلك لأن القرآن الكريم جاء بالعموميات والكليات، تاركاً التفصيل إلى سنة النبي محمد ١٣ . أنواع السنة النبوية ١٤ : السنة القولية: مثل قوله - عليه الصلاة والسلام - : "إنما الأعمال بالنيات ١٥ ".السنة العملية: مثل الذي ثبت من تعليمه لأصحابه كيفية الصلاة ثم قال : "صلوا كما رأيتموني أصلي ١٦ ".السنة التقريرية: وهي ما أقره النبي محمد مما صدر عن أصحابه من قول ، أو فعل بسكوته، أو إظهار الرضا عنه واستحسانه، سواء كان ذلك في حضرته ، أم في غيبته ثم بلغه.والصفة: ما يتعلق بصفاته وأخلاقه.مكانة السنة مع القرآن ١٧ :
أن تكون موافقة للقرآن ، ومؤكدة له، فيأتي الحكم في القرآن والسنة معاً مثل قوله : "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان " ١٨ . فإنه مطابق لقوله تعالى: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ البقرة:٤٣ ، وقوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ البقرة:١٨٣.وقوله تعالى: وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً آلعمران:٩٧.
أن تكون السنة مبينة لمجمله، أو مقيدة لمطلقه، أو مخصِّصة لعامِّه، ومثال الأول: الأحاديث الواردة في بيان كيفية الصلوات ، كما في قوله :"صلُّوا كما رأيتموني أصلي "١٩، ومثال الثاني: تقييده اليدَ في قوله تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا المائدة:٣٨، ومثال الثالث: تخصيصه الظلم بالشرك في قوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ الأنعام:٨٢ ، حيث كان بعض الصحابة قد فهم العموم ، حتى قالوا يارسول الله: أينا لا يظلم نفسه قال : "ليس ذلك إنما هو الشرك ٢٠".
أن تجيء السنة بزيادة حكم لم يرد في القرآن ، مثل تحريم الجمع بين المرأة وعمتها ، أو خالتها ٢١ .
الإجماع: هو مصدر من مصادر الثقافة الإسلامية ، ومن أدلة الأحكام التشريعية، وتعريفه اصطلاحاً: "اتفاق أمة محمد ( خاصة على أمر من الأمور الدينية ٢٢ ". وقد وردت الكثير من الحوادث التي لم ترد أحكام صريحة لها في الكتاب والسنة، فكان للصحابة ومن تبعهم موقف منها، وما اتفقوا عليه أصبح جزءاً من الشريعة الإسلامية ومكوناً من مكونات الثقافة الإسلامية ٢٣ .
القياس: مصدر هام من مصادر الثقافة الإسلامية فضلاً عن كونه مصدراً مهماً من مصادر الأحكام الفقهية، حيث أباحت الشريعة الإسلامية الاستدلال وإعمال الفكر، فرسمت طريقاً واضحاً لذلك؛ لضمان دقة الاستنباط ٢٤ . وتعريف القياس اصطلاحاً: "حمل معلوم على معلوم في إثبات حكم لهما، أو نفيه عنهما، بأمر جامع بينهما ٢٥ ".

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق